بيروت ـ قالت مصادر المعارضة السورية ان نواف الفارس سفير سوريا لدى العراق انشق يوم الأربعاء تعبيرا عن استيائه من الحملة العسكرية التي يشنها الرئيس بشار الأسد على الانتفاضة الشعبية التي مضى عليها 16 شهرا.
وأصبح الفارس المقرب من المؤسسة الأمنية السورية أول دبلوماسي سوري رفيع ينشق على الحكومة. وينتمي الفارس الى مدينة دير الزور في شرق سوريا التي شهدت حملة عسكرية شرسة من جانب قوات الأسد.
وقال الفارس في بيان على شريط فيديو وضع على الفيسبوك "أعلن انضمامي من هذه اللحظة لصفوف ثورة الشعب في سوريا وهو مكاني الطبيعي في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها سوريا". ولم يذكر تفاصيل عن المكان الذي وضع منه بيانه على الفيسبوك.
وقال في بيانه "على كل شاب من شباب سوريا الالتحاق فورا بالثورة لنعجل بإزاحة هذا الكابوس وهذه العصابة التي عاثت فسادا وتدميرا بسوريا الدولة والمجتمع على مدى أكثر من أربعين عاما مضت لنضمن لأجيالنا القادمة مستقبلا مزهرا ومشرقا".
واضاف قوله "ادعو كل شرفاء وأحرار سوريا وخاصة العسكريين منهم إلى الالتحاق فورا إلى صفوف الثورة والذود عن الوطن والمواطنين".
وقال الفارس موجها دعوته الى الجنود "أيها الأخوة ما زال أمل الشعب بكم كبيرا وما زال في الوقت متسع فأديروا فوهات مدافعكم وطلقات دباباتكم الى صدور مجرمي هذا النظام قتلة الشعب".
ولم يذكر الفارس أسباب انشقافه لكنه قال مرارا إن القوات الحكومية كانت تقتل المدنيين خلال حملتها على الانتفاضة التي مضى عليها 16 شهرا.
كان الفارس -وهو شخصية سنية من شرق سوريا- قد عين في منصبه سفيرا لدى بغداد في عام 2008 وهو منصب حساس بعد تجميد استمر ثلاثة اعوام للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ولم يصدر تعقيب من دمشق أو بغداد على نبأ انشقاقه وقال البيت الابيض أنه لا يمكنه تأكيد النبأ الذي ذاع قبيل اطلاع الوسيط الدولي كوفي عنان مجلس الامن الدولي على تطورات جهوده الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة.
وقال محمد سرميني عضو المجلس الوطني السوري جماعة المعارضة الرئيسية في الخارج إن انشقاق الفارس ما هو إلا بداية لسلسلة من الانشقاقات على المستوى الدبلوماسي مشيرا إلى أن المعارضة على اتصال بعدة سفراء.
وقد يوجه انشقاق الفارس -وهو سني كان ضمن هيكل السلطة الذي تهيمن عليه الطائفة العلوية الشيعية التي ينتمي إليها الأسد- ضربة قوية للرئيس الذي يتولى السلطة منذ عام 2000.
وجاء انشقاق الفارس بعد انشقاق العميد نواف طلاس الذي كان صديقا مقربا من الأسد وأحد أبرز السنة المؤيدين للرئيس.
وفر طلاس إلى باريس ولم يتحدث منذ ذلك الحين عن نواياه. وقالت مصادر المعارضة في وقت سابق ان الفارس سيغادر العراق لكن لم يتضح أين سيذهب.
وقال مسؤول أمريكي طالبا ألا ينشر اسمه "إن قرار مسؤول سوري رفيع آخر بالانشقاق على الأسد سيكون صدعا في درعه".
وأضاف قوله "مع أن السفير الفارس ليس من أعضاء الدائرة المقربة من الأسد فإنه من الشخصيات السنية المحترمة وهذا العمل الجرئ قد يساعد على اقناع آخرين من النخبة السنية على أن يحذوا حذوه".
وجاء هذا الصدع الواضح في الجبهة الدبلوماسية للأسد مع تعثر المساعي الدبلوماسية الدولية في مجلس الأمن من جراء الانقسامات بشأن ما هي الخطوات التالية التي يجب اتخاذها لمعالجة الأزمة السورية.
ومن خلال دائرة تلفزيونية مغلقة أحاط عنان الوسيط الدولي المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي علما بنتائج جولته المكوكية هذا الاسبوع في دمشق وطهران وبغداد وهي ثلاث عواصم تشكل محورا شيعيا للسلطة في الشرق الأوسط.
وطلب عنان من مجلس الأمن يوم الأربعاء أن يوضح للحكومة والمعارضة في سوريا أن عدم الالتزام بخطته لإنهاء الصراع الذي مضى عليه 16 شهرا ستكون له "عواقب واضحة".