هدية وموقف

هدية وموقف

كانت فرحتي غامرة.. حمدت الله أن وفقني للزوج الصالح.. إنها ليلة العمر.. استقبلت التهاني والدعاء من كثير من القريبات والزميلات.. وكانت الهدايا المقدمة كثيرة ومتنوعة.. شدني من بينها هدية مغلفة بطريقة عجيبة.. حرصت على فتحها قبل كل الهدايا.. إنها من أعز صديقاتي.

لن أنسى وصاياها لي.. كانت تحثني على مراقبة الله وتقواه وأن لا تشغلني هذه الحياة الجديدة عن الله.. لن أنسى قولها لي: إن زوجك هو جنتك ونارك فعليك بطاعته وإرضائه في طاعة الله.. كانت تقول لي: احرصي على سعادته، كوني هينة لينة ودودة معه.. غُضي الطرف عن زلاته وهفواته.. لا يسمع منك ما يكدر صفوه وينغص عيشه.. كانت لي نعم الأخت المخلصة الناصحة.
فتحت هديتها بشغف.. إنها عبارة عن ساعة منبه مكتوب عليها: هذه تنبهك لصلاة الفجر.. ومرفقة بكتب إسلامية، ومع هذه الكتب لوحة صغيرة مكتوب عليها بخط جميل رائع: ( احفظ الله يحفظك) وضعت هذه اللوحة على رف أمامي في غرفتي.. هدية بسيطة لكنها ذات قيمة ومعنى..
دارت رحى الأيام.. ومرت الساعات وأنا بفضل من الله في خير.. وذات يوم حصل بيني وبين زوجي خلاف ومشادة كلامية.. خرج على إثرها غاضبًا..

توجهت إلى غرفتي وقد أصابني الهم وجثم على قلبي الحزن والغم.. جلست على سريري أفكر في موقف اليوم.. قد أكون مخطئة برفع صوتي عليه.. ولكنه تجاوز حده معي.. يا الله.. ماذا أفعل؟.. أشعر بضيق.. بضجر.. هل أتصل على أمي؟.. لا.. لا أريد أن أدخل في مشاكلي الخاصة.. ارحمني يا رب..
وفي أثناء ذلك.. إذ بتلك اللوحة أمامي: (احفظ الله يحفظك) ذكرتني هذه الكلمات بأمر ما.. ما من مصيبة تصيب العبد إلا بما كسبت يداه.. قد أكون قصرت في أمر من أمور ديني.. توجهت إلى ربي مقبلة بالصلاة والدعاء.. وأن يغفر لي ما بدر مني.. شعرت براحة نفسية.. زال ذلك الغم عن قلبي.. عاد زوجي.. استقبلته ببشاشة وجه.. واعتذرت إليه.. وعادت الأمور إلى ما كانت عليه وأحسن.. والحمد لله أولاً وآخرًا..