اسبانيا

معلومات عامة
تقع إسبانيا في الجزء الجنوبي الغربي من القارة الأوروبية و تحتل حوالي 85 بالمائة من شبه جزيرة ايبيريا. يحد إسبانيا من الغرب البرتغال، من الشرق و الجنوب البحر الأبيض المتوسط و بحر الباليار، من الشمال المحيط الأطلسي وخليج بسكاي.

الى جانب حدودها الأوروبية المعروفة تضم الأراضي الأسبانية كل من جزر البليار – التي تقع بالبحر الأبيض المتوسط- و جزر الكناري –التي تقع بالمحيط الاطلنطي مطلة على الساحل الفريقي- بالاضافة الى مدينتين مستقلتين تقعان في شمال أفريقيا على حدود دولة المغرب و هما مدينتي سبتة و مليلة.

يعتقد أن كلمة اسبانيا تعود في الأصل الى كلمة "اسبانياد" البونيقية و هي تعني "الحافة" أو "الطرف" ، كما انها ترد احيانا الى كلمة "ايزبانا" و هي كلمة من اللغة البشكنشية الاسبانية و تعني أيضا "الحافة " أو "الحد"؛ و في الحالتين يشير أصل أسم الدولة الى حقيقة وقوعها جغرافيا عند حدود البحر الابيض المتوسط.

استوطن البشر شبه جزيرة ايبريا من آلاف السنين و هناك العديد من المواقع التراثية التي تؤكد ذلك أهمها كهوف ألتاميرا الأثرية التي تعود الى العصر البليوليثي و يتراوح تاريخها ما بين 15.000 الى 25.000 سنة. مع بداية القرن التاسع ق.م توالت الغزوات الاجنبية على ايبريا من الفنيقيين و اليونانيين و القرطاجينيين و السلت. استولى الرومان عليها في القرن الثاني ق.م و كان لهم أكبر الأثر في تكوين الأسس الأولى للثقافة الاسبانية المعاصرة و خاصة في النواحي اللغوية و العقائدية و التشريعية.

في القرن الخامس الميلادي نازع القوط الغربيون الرومان في حكمهم على ايبريا و انتهى نزاعهما في القرن السابع الميلادي لصالح القوط الغربيين. في عام 711 ميلادي جاء الفتح الاسلامي لاسبانيا و سيطروا على منطقة الاندلس، و في خلال سنين معدودة قضى المسلمون على الوجود القوطي باسبانيا. أصاب التفكك حكام أسبانيا المسلمين مع بداية القرن الحادي عشر، و أستغل ذلك مسيحيى أيبريا و شنوا حرب على المسلمين هناك لاستعادة سيطرتهم على أسبانيا فى حروب الاسترداد التي بدأت في عام 1085 وانتهت في عام 1492. تكونت دولة أسبانيا بحدودها المعروفة حاليا بشبه الجزيرة الايبرية في عام 1512.

جاءت فترة التوسع الأسباني خلال القرن السادس عشر حيث سيطرت أسبانيا على العديد من الدول بأوروبا و الأمريكتين و بالتالي أصبحت أسبانيا في هذه الفترة أهم و أقوى دول أوروبا على الاطلاق. في أواخر القرن السادس عشر شاعت الحروب و الثورات في أسبانيا و هو ما كبدها خسارة فادحة على المستويين الاقتصادي و الأمني و من ثم اضمحلت امبراطوريتها تدريجيا. اثناء القرن الثامن عشر شهدت اسبانيا نزاعات ضارية على العرش جعلتها فريسة سهلة للاحتلال الفرنسي خلال عهد التوسعات النابوليونية بأوروبا.

في القرن التاسع عشر استقلت عن أسبانيا الكثير من الدول التي كانت لا تزال تابعة لها، و تكونت أول جمهورية اسبانية في عام 1873، و في عام 1989 دخلت اسبانيا في حرب استعمارية مع أمريكا تنازلت على أثرها عن كل من كوبا و بورتريكو و الفلبين لأمريكا. في الفترة ما بين عامي 1923-1931 شهد الأسبان حكما ديكتاتوريا غاشما انتهى بتأسيس الجمهورية الاسبانية الثانية. في عام 1939 جاء الملك فرانسيسكو فرانكو الى الحكم و في عهده كانت الأمة الأسبانية تعاني من أزمات اقتصادية و سياسية كبيرة جراء الاحتلالات و الحروب المتوالية التي مرت بها، و حاول فرانكو الخروج باسبانيا من هذه الازمات و اصلاحها و النهوض بها و لكن خططه الاصلاحية كانت طويلة المدى فتوفى قبلما ينهي جميع مراحلها. بوفاة فرانكو في عام 1975 تولى الحكم الملك خوان كارلوس والذي قاد البلاد الى عهد جديد من الاصلاحات الاقتصادية و الدستورية الفعالة. تحتل حاليا أسبانيا المركز التاسع على مستوى العالم و الخامس على مستوى اوروبا فى قائمة أكبر الدول أقتصاديا.

تتميز أسبانيا بارتفاع طبيعتها التضاريسية حيث تكثر بها الجبال و الهضاب و تتضمن أشهر سلاسل الجبال الاسبانية كل من سلسة جبال البرانس و سلسلة جبال كروديليرا كانتابريكا و سلسلة جبال طليطلة و سلسة جبال سييرا مورينا. هناك العديد من الأنهار الهامة التي تتدفق بأراضي أسبانيا منها نهر تاجة و نهر ايبرو و نهر يانة و نهر الوادي الكبير.

تنامت صناعة السياحة بأسبانيا خلال العقود الأخيرة و أصبحت هي ثاني أهم دول العالم سياحيا حيث تشكل السياحة حوالي 5% من اجمالي ناتجها القومي و هو ما يقدر بحوالي 40 بليون يورو. يعزى تفوق أسبانيا السياحي الى موقعها الجغرافي المميز و ظروفها المناخية المعتدلة و كثرة مآثرها التاريخية و الثقافية و جودة مرافقها السياحية.



الموقع والمساحة
تبلغ مساحة إسبانيا حوالي 504.030 كم 2 لتكون بذلك ثالث دولة أوروبية من حيث المساحة . تقع الدولة ما بين دائرتي عرض 26 و 44 شمالا،و بين خطي طول 19 غربا و 5 شرقا.



السكان
يبلغ عدد سكان المملكة حوالى 46.661.950 نسمة بمعدل كثافة سكانية يصل الى 90 نسمة / كم 2 .

العادات و التقاليد
يهتم الأسبان بالعلاقات الأجتماعية للغاية و تتميز علاقاتهم بالحفاوة و الدفء الى حد كبير ،و تأتى العائلة والأصدقاء على رأس قائمة الأهتمامات لدى معظم الأسبان؛ فهم يستغلون أوقات الطعام و الوجبات الرئيسية للتجمع مع الأهل والأصدقاء و توطيد أواصر الود والمحبة بينهم؛ وغالبا ما يقضون أجازاتهم فى تجمعات أسرية للخروج للحدائق والمنتزهات والملاهى و المطاعم . وحتى فى علاقات العمل الرسمية يهتمون بخلق جو من الألفة و الود مع شركاء العمل . فالمصافحة عادة رئيسية لديهم يجب أن تتم فى بداية و نهاية أى أجتماع رسمى أو عملى . و يميل الأسبان كثيرا الى التعبير و الأشارة باليد أو الوجه أثناء الكلام.
ليس لديهم التزام كبير بالمواعيد ومع ذلك فأن التأخر عن الموعد أو المقابلة لأكثر من 15 دقيقة يعدونه تجاوز و تصرف غير لائق لذلك يجب عند التأخير الأعتذار تليفونيا.
يهتم الأسبان بوقت القيلولة وهى الفترة ما بين الساعة الثانية ظهرا والخامسة عصرا حيث يأخذون فيها قسط من الراحة أو النوم من أجل أستعادة النشاط . لايميلون الى أجراء مقابلات أو محادثات أو مكالمات هاتفية من أي نوع (شخصية أو عملية ) فى هذا الوقت الا للضرورة القصوى .
يقدر الأسبان كثيرا الأعتزاز بالنفس مع التواضع وبساطة الأسلوب ، ويهتمون الى حد كبير بالمظهر الشخصى والصورة العامة للفرد ؛ فيكونون أنطباعتهم الشخصية عن أى فرد بالنظر الى مظهره العام و ما يرتديه بالأضافة الى أسلوبه فى التحية و الكلام .
يفضلون فى الزيارات تقديم بعض الهدايا الرمزية أو البسيطة و الزهور فى المناسبات الخاصة كالأعياد و حفلات الزفاف .
يعد كل من رقصة الفلامنكو و مصارعة الثيران من أبرز العلامات الثقافية و التراثية لدى الأسبان. تعود رقصة الفلامنكو الى أواخر القرن السابع عشر تقريبا حيث كان يمارسها الغجر الذين كانوا يعيشون بالأندلس فى شمال أسبانيا. يمارسها الأسبان فى احتفالاتهم و مناسباتهم الخاصة ، كما تقام لها العديد من المهرجانات و العروض السنوية التى تشهد أقبالا كبيرا سواء من الأسبان أنفسهم أو زوار أسبانيا . يعتبر الأسبان مصارعة الثيران من أهم ملامح الثقافة الوطنية الأسبانية ، و رغم ما تتضمنه من مخاطرة و عنف الا أنها مازالت تتمتع بشعبية كبيرة بينهم .

يفخر الاسبان بعاداتهم الغذائية و يعتبرون ان الأطعمة الاسبانية هي أصح و أفضل الاطعمة على الاطلاق. تضم الوجبات الاسبانية شتى العناصر الغذائية من خضر و فاكهة و لحوم و بقوليات و مخبوزات و حبوب و بهارات و أعشاب فتتسم بالتكامل و المذاق الرائع. يتبع الاسبان نظام توقيتي ثابت لتناول وجباتهم و يجاري هذا النظام شتى مطاعم المأكولات الشعبية باسبانيا و على مرتاديها من المحليين و الاجانب الالتزام بهذا النظام. يتميز الطعام الاسباني بالتنوع حيث تختلف أصناف المأكولات الشعبية لدى كل مدينة بل لدى كل منطقة باسبانيا.