عندما يخدش الحياء
في إحدى التجمعات النسائية.. الحشمة هي السمة السائدة على لباس أغلب الحاضرات.. لكن .. لابد من شذوذ.. فإحداهن لبست فستانًا جل تفصيله فتحات تظهر أجزاء جسدها.. وبكل وقاحة.. لم تستقر في مكان واحد.. لا حياء يمنعها ولا رادع يزجرها.. لم تردعها نظرات الجالسات المصوبة تجاهها.. كلا .. ونعوذ بالله من المجاهرين.. (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) .. الكل استشاط غيظًا؛ أهكذا يخدش الحياء جهارًا نهارًا؟.. كلا وربي لا يكون هذا.. ولكن أين أسنة الغيورين؟؟ أين من يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم؟ أين من يقول هذا حرام وذاك حلال؟؟
توجهت إحداهن إليها ناصحة لها على انفراد.. لكنها أخذت ترفع صوتها وتصخب وتتضجر.. تبرر موقفها هذا بأنها بين نساء.. والأمر ليس فيه شئ.. وأن هذا تعقيد.. إلى آخر ما قالته.. تركتها تلك الناصحة..
هناك وفي زاوية المجلس الخلفية كانت امرأة كبيرة تجلس.. تعلوها سِيما الوقار والبشاشة.. كانت تراقب الموقف عن كثب.. ومع تأزم الموقف.. قطب جبينها.. واحمرت وجنتاها.. فهنا يكمن الغضب لحرمات الله.. انفجرت بسيل من العبارات والزواجر القوية.. فليس الموقف موضع نصيحة أو تستر.. فتلك المجاهرة لا ينفع معها ذلك.
أخذت توجه لها العتاب وتستعرض عليها كافة أبواب الدين.. حرامًا .. حياءًا.. عرفًا.. خلقًا.. احترامًا.. سيرةً.. ولم تدع لها شاردة ولا واردة إلا وذكرتها بها.. وتلك أخذت تنافح وتناضل وتبرر موقفها.. وأن ذلك ليس فيه بأس ولا حرج.. ولكن .. مع غلبه الحجة عليها بالبرهان والدليل.. تساندها نظرات الحاضرات التي تلسعها وتحرقها.. أذعنت وخرست وأتبعت هزيمتها بالانسحاب.. فأولياء الله أعاصير لا يقف في وجوههم أشباه تلك الخفافيش..
لقد استشعرت قول الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ؛ فالدعوة إلى الله ليست حكرًا على فئة معينة من الناس.. بل من رأى منكم منكرًا فليغيره على قدر استطاعته كما قال الرسول : «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».
وعلى هذا فالمرأة المسلمة تستغل الفرصة لصالح الإسلام والمسلمين.. تتحين الفرص للدعوة إلى الله؛ لأنها تسعى لرضى خالقها ونيل الأجر والثواب من الله.. فهي جعلت نصب عينيها قول الرسول : «لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً أحب إليك من حمر النعم». متفق عليه.