هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نورت [ رفيع الذوق ] يَ ~{ زائر } ~/
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 عبرة لمن يعتبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جي جو
إداريـه
إداريـه
جي جو


عـدّدّ أِلًمِسٌـأُهِمّـأَتِ : 1863
أًلّنِقٌأَطَ : 4455
أٌلُـسًمّـ۶ـهّ : 20
تُـأِرٌيِـخٌ أٌلّتّـسًجّيٌـلً : 05/04/2012
أُلٌتًرٌفُيّه : عبرة لمن يعتبر 163009546
أُلًعًمًلِ : عبرة لمن يعتبر 896693288
مُـزّأٌجّـڳّ : عبرة لمن يعتبر 764481147
انثى
عبرة لمن يعتبر 482153572
mms : عبرة لمن يعتبر 603469170
عبرة لمن يعتبر 192119332
عبرة لمن يعتبر 431095096
عبرة لمن يعتبر 935340739

عبرة لمن يعتبر Empty
مُساهمةموضوع: عبرة لمن يعتبر   عبرة لمن يعتبر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 03, 2012 8:47 pm



عبرة لمن يعتبر

يعاملها بقسوة.. يصرخ في وجهها.. بل يسبها ويشتمها.. أعطاه الله قوة الجسم لكنه صرفها في الظلم والاستبداد بالرأي وإن كان على خطأ.. كانت أمه العجوز كثيرًا ما تتوسل إليه أن يخفف من حدته وجفوته وطغيانه.. الكل من حوله نفر منه.. حتى زوجته تركته بلا عودة؛ بسبب قسوته وشدته..
كان يجعل أمه العجوز تخدمه وتقوم بشؤونه وهى من تحتاج إلى الرعاية والخدمة.. ما أكثر ما سال دمعها على خديها تدعو الله أن يصلح لها فلذة كبدها ويهدي قلبه.. كيف لا وهو وحيدها؟! كانت تبرز عقوقه لها بسبب تحمله المسؤولية منذ الصغر وبسبب وفاة أبيه.. ولعل الله يهديه؛ لكن الطغيان معه تجاوز حَدَّه وبلغ ذروته.. دخل عليها ذات يوم والشر يتطاير من عينيه.. صرخ في وجهها.. ألم تعدي الغذاء بعد؟
قامت العجوز بيدين ترتعشان وجسد واهن أثقلته السنون والأمراض والهموم.. لتعد الغذاء لقرة عينها..
رأى الطعام لم يعجبه.. ألقاه على الأرض.. أخذ يتبرم ويتسخط.. أعلم أنك لا تصلحين لشيء .. لقد بليت بعجوز شمطاء.. لا أدري متى أتخلص منها..
تبكي الأم.. يا ولدي.. اتق الله .. ألا تخاف النار؟ ألا تخاف سخط الله وغضبه؟ ألا تعلم أن الله حرم العقوق؟ ألا تخشى أن أدعو


الله عليك؟
استشاط غيظًا من كلماتها.. زاد جنونه.. أمسكها بتلابيب ثيابها.. رفعها إليه.. أخذ يهزها بقوة.. اسمعي.. أنا لا أريد نصائح.. لست أنا من يقال له: اتق الله.. يلقي بها بعيدًا.. تسقط الأم على وجهها.. يختلط بكاؤها بضحكاته الاستهتارية.. وهو يقول: ستدعو عليَّ! تظن أن الله سيستجيب لها.. يخرج من عندها وهو يستهزئ بها ويسخر من كمها.. لقد تحجر قلبه..
الأم تذرف الدموع الحارة.. تبكي ليالي وأيامًا كابدت فيها المشقة والعناء.. بكت شبابها الذي أفنته في تربية ابن عاق مكابر..
أما هو فقد ركب سيارته.. كان مبتهجًا سعيدًا وهو يسمع تلك الأغنية ويرفع صوت المسجل عاليًا.. لقد نسي ما فعله بأمه المسكينة التي خلفها.. وحيدة.. يعتصر الألم قلبها.. ويحترق فؤادها كمدًا وحزنًا على تصرفاته الطائشة.. تتمنى لو لم تكن أنجبته.. لم تدع عليه.. بل اكتفت بقولها: حسبي الله ونعم الوكيل.
كان لديه رحلة إلى منطقة مجاورة.. وأثناء سيره في الطريق بسرعة جنونية.. إذ بجمل يظهر له في وسط الطريق.. يضطرب سيره.. يفقد توازنه.. يحاول تدارك الموقف.. ولكن لا مفر من القدر.. دخلت قطعة حديد من السيارة في أحشائه.. لم يمت بل أمهله الله وأصبح ينقل من عملية إلى أخرى.. أصبح بعدها طريح الفراش لم يستطع الحراك.. ولا حتى الكلام.. بقي هكذا ليكون عظة لكل من يعتبر..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عبرة لمن يعتبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قصيرة مع عبرة كبيرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: [ آلقسم آلأدبي ] :: |¬» ـإلقصص وآلحإكيات-
انتقل الى: