خاطب الشخص الصالح ” بداخلهم ”
بالرغم اني لست من هواة الدردشة عبر الإنترنت وارى انها اضاعة للوقت إلا انه ومن خلال دخولي النادر على الدردشات حصل لي موقف لايمكن ان انساه !
بدأت القصة حين دخلت أحد الغرف وكنت اتوقع ان المكان محترم وهناك مراقبين ، ولكن العكس كان هو الصحيح !
فجأة وجدت احدهم قد سمى نفسه بإسم فاضح يقشعر البدن من مدى وقاحة صاحبه وقدرته على كتابة هذا الأسم امام العامة !
ثم فجأة وانا في قمة انزعاجي قلت لنفسي ، مهلاً ، لماذا لا أنصحه ؟!
وقررت أن القي السلام عليه ..
القيت السلام عليه ، فإذا هو يجيب بتهكم !
قلت له ، هل انت راضي عن هذا الكلام الذي تكتبه في اسمك ؟
قال لي بسخرية عادي ، لا مشكلة واخذ يبرر مايفعله بمزيد من السخرية !
قلت له ، لدي شعور أنك انسان جيد ، وصدقني هذه الأمور لايمكن ان تليق بك !
واكملت قائلا ..
هل تعرف أنه بسبب هذا الكلام الذي تكتبه قد تواجهك اليوم مصيبة او اقل شيء ستمر بموقف يشعل النار في دمك ؟!
صمت الرجل لثواني ، ثم قال … لحظة .. لحظة .. ارجوك لاتخرج سوف اغير اسمي وأعود..
انتظرت قليلاً ورجوت الله ان يكون صادقاً ، وبالفعل بعد اقل من دقيقة عاد وقد غير اسمه المستعار لأسم مهذب ولطيف
قلت له ، بارك الله فيك نعم هذا ظني فيك
فقال لي ، اخي انا اشعر ان الله ارسلك لي ” وقد صدق فكل ابن ادم مسخرين لبعضهم “
واكمل كلامه قائلاً ..
ماتقوله صحيح ، البارح كنت اتحدث مع احدهم بكلام بذيء اثناء الليل على الأنترنت وتعمقنا في الكلام البذيء ، وبعد ذلك اتاني مشوار خارج المنزل وخرجت واثناء عودتي تعطلت سيارتي في منطقة خالية ، ولم اجد من يصلحها او يسحبها لي وقد احترق دمي طوال اليل ومررت بليلة سيئة جداً ، وقد ادركت ان هذا بسبب معصيتي …
أخذ الرجل يعبر عن ندمه ، ويخبرني انه رجل جيد لكن شهوته تغلبت عليه ويرجوا الله ان يسامحه …
انتهت القصة ، ولكن الأمر الرائع فيها ، أننا نتعلم أن بداخل كل انسان ” الخير والشر ” فلنحرص دائماً أن نخاطب الخير في قلوب الناس وسوف نرى العجائب في تحول مواقفهم ..
نعم اعلم ان هناك اناس شرهم غالب وتكاد تحلف بأنهم شياطين الأنس ، لكن ليس كل الناس هكذا ، فالقلب الذي لازال بقلبه الخير تجد صاحبه غافل ، ام القلب المليء بالشر فتجده يريد الشر للعالم اجمع ..
الحمدلله الذي عافاني وعافاكم مما ابتلى به كثيراً من خلقه وفضلنا على كثيراً من خلقه تفضيلا ..
منقووول...