طائرات الأسد تشن أعنف غاراتها منذ انطلاقة الثورة

في تأكيد على رمزية الإعلان عن هدنة في سوريا، شنت طائرات النظام السوري الحربية أمس اعنف غاراتها منذ بدء نظام الرئيس بشار الاسد باستخدام سلاح الجو لقمع الثورة في يوليو الماضي، حيث تركزت خصوصا في ريف دمشق ومحافظة ادلب، في وقت استمر الحصار الخانق الذي يفرضه الجيش الحر على مقر الاستخبارات الجوية في مدينة حلب بعدما تمكن للمرة الأولى من السيطرة عليه قبل أن تجبره غارات القوات الحكومية على الانسحاب، بينما استمرت تركيا في سياسة الرد بالمثل على قذائف الجيش النظامي على أراضيها.

وقال شهود عيان ومدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة «فرانس برس» امس ان الطائرات الحربية «شنت 34 غارة على مناطق سورية مختلفة خلال ثلاث ساعات»، قبل ظهر امس، مشيرا الى ان هذه الغارات «هي الاعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي» في نهاية يوليو الماضي. كما اشار المرصد في بيان منفصل الى «14 غارة اضافية بعد الظهر، بينها 11 على قرى ومدن وبلدات معر شورين وسلقين وكفرتخاريم وحارم واسقاط وخان شيخون في محافظة ادلب، اسفرت عن مقتل شخصين واصابة العشرات بجروح وتهدم مبان».

وسبقت هذه الغارات غارات اخرى على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة الواقعة تحت سيطرة الثوار. وترافقت الغارات مع «اشتباكات عنيفة» في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان والذي يحاصره الثوار منذ تحريرهم المدينة في التاسع من اكتوبر.

ريف دمشق ودير الزور
كما نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات بعد الظهر على مزارع بلدة رنكوس في ريف دمشق «التي تعتبر احد معاقل الكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة القلمون»، بحسب المرصد. وكانت غارات قبل الظهر تركزت على رنكوس ومدينة حرستا و«المزارع بين بلدتي عربين وزملكا ومنطقة البساتين الواقعة بين مدينة حرستا وحي برزة» في ريف العاصمة السورية.

وفي الوقت ذاته، افاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة» بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط حرستا. واشارت تقارير الى ان دوي الغارات الجوية سمع لنحو ساعتين في احياء عديدة من العاصمة، وانها ادت الى اهتزاز زجاج المنازل. كذلك تحدث المرصد عن تعرض منطقة الكتف في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور الى غارة جوية، في حين استهدف حي الجبيلة في مدينة دير الزور بغارات تزامنت مع اشتباكات عنيفة.

انفجار جرمانا
ميدانيا ايضا، قتل عشرة اشخاص بانفجار سيارة مفخخة في ضاحية جرمانا في العاصمة دمشق. وافاد التلفزيون السوري الرسمي عن «تفجير ارهابي بسيارة مفخخة في شارع الروضة بجانب فرن آلي في جرمانا اسفر في حصيلة اولية عن مقتل 10 بينهم اطفال ونساء واضرار مادية كبيرة».

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن مقتل 12 شخصا واصابة 15 آخرين بجروح، مشيرا الى ان المنطقة «تقطنها غالبية موالية للنظام وتنتشر فيها لجان الحماية الشعبية المسلحة الموالية له». وذكرت لجان التنسيق المحلية ان الانفجار «وقع بالقرب من مخفر»، لافتة الى «وصول سيارات الاسعاف وانتشار امني كثيف واغلاق للطرق والمعابر».


الاستخبارات الجوية
أما في حلب، فبرز تطور لافت، حيث اعلن المركز الاعلامي السوري ان الجيش الحر سيطر لفترة على مبنى الاستخبارات الجوية الواقع في حي الزهراء في المدينة. وتحدث أحد عناصر الجيش الحر عن إصابة رئيس فرع المعلومات في الاستخبارات الجوية العقيد زهير بيطار إصابة بالغة بقنص الجيش الحر له أثناء قيامه بجولة تفقدية على سطح المقر. ووردت أنباء عن احتلال الجيش النظامي لعدد من الأبنية في شارع المالية في حي الزهراء، وأمره المدنيين بالنزوح منها.

وشهدت منطقة فرع الاستخبارات الجوية حصاراً خانقاً من قبل عناصر الجيش الحر منذ أكثر من ثلاثة أيام، فيما ذكر قائد لواء احرار سوريا محمد علي بلو ان قصف الطيران الحربي للمبنى دفع عناصر الجيش الحر إلى الانسحاب من جزء منه، مؤكدا «استمرار محاصرته».


قذائف تركية
وعلى الحدود، ردت المدفعية التركية بعد سقوط قذيفة سورية على اراض تركية دون ان يسفر ذلك عن اصابات. وافادت وكالة انباء «الاناضول» ان القذيفة السورية سقطت قرب قرية بيشاصلان التركية في المنطقة الحدودية جنوب محافظة هاتاي فيما كانت تدور معارك في مدينة حارم السورية بين الثوار وقوات النظام السوري.

وبعيد ذلك، سقطت قذيفة سورية اخرى على بعد حوالى 500 متر من بيشاصلان، دون ان تحدد «الاناضول» ان كانت المدفعية التركية ردت عليها.

وردت انقرة بانتظام في كل مرة تعرضت فيها اراضيها لقذائف هاون او قصف مدفعي مصدره سوريا منذ مقتل خمسة اتراك في ظروف مماثلة في الثالث من اكتوبر الجاري. وفي 19 اكتوبر، ردت المدفعية التركية على قذيفتي هاون سقطتا من سوريا في حقل بمحافظة هاتاي.


مقتل مسعف
أكد ناشطون أن مسعفا في الهلال الأحمر العربي السوري لقي حتفه في مدينة دوما بريف العاصمة دمشق. وأوضح الناشطون أن المسعف فؤاد بوبس قتل «خلال أداء واجبه الإنساني»، دون ذكر التفاصيل وهوية القاتلين.

وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري- شعبة دوما عن «إخلاء الشعبة والمركز الطبي وتعليق كافة خدماتها في المدينة حتى إشعار آخر وذلك بسبب سوء الأوضاع الإنسانية في المدينة وانعدام كافة المواد الضرورية».