عادة ما نسلك طريقا معينة لهدف معين وفي وقت محدد حتى نصل لنقطة نشعر أنّا بحاجة لزيادة سرعتنا لنحقق شيئا ما او حتى نختار طريقا اسهل للوصول الى ما نريد فعندها إما أن نعود للوراء أو نسلك طريقا مختصرة الى مبتغانا ... ففي عالمنا السريع كل شيء ممكن وكلنا اصبحنا نبحث عن اسرع واسهل الطرق لا افضلها لنعيش كما نريد ... كلنا نريد حلول سريعة و فورية لاخطر المشاكل التي نواجهها ظنا منا انا سنكون اكثر فاعلية ... لكننا بالغالب نشعر بالتعاسة وعدم الكفاءة اكثر مما سبق فتلك الحلول مخدر موضعي وحل تجميلي للاعراض التي نشعر باننا علينا مواجهتها سريعا لكن ما ان ينتهي مفعوله الا ان تظهر المشكلة الحقيقية في الاعماق.
كنت اشاهد دعاية لاحد منتجات الرشاقة ان صح التعبير التي تروج الى قدرة المنتج على ان يخلصك من الكيلوغرامات وانت جالس فكل ما عليك فعله ان تدهن المرهم على جسدك ليبدأ المفعول السحري !! احسست بالاهانة فعلا لا لمعلوماتي الطبية كصيدلانية بل ككرامتي الانسانية باننا امسينا بهذه السذاجة لشراء تلك الحلول !!
فكل التوجه الاعلامي والتربوي اصبح مهتما بان يلقي علينا حلول سحرية وكان كلمتي "الوقت والجهد" امستا عيبا في مجتماعتنا السريعة ، حتى في علاقتنا مع الله !! فاننا نريد طريق معبدا سهلا للجنة ...لا نريد الكثير من المشقة في حين ان سلفنا فهم معنى "مدارج السالكين" وفهم ان الطريق مليء بالمحطات والدروس والصعاب ليجعلك انسان افضل ومسلم افضل ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)
دفعني ذلك لان افكر في نفسي قليلا فحتى كتب تنمية الذات وكثير من الدورات التي حضرتها تهدف الى "اصلاحك" وبسرعة في حين ان الصعاب والمنعطفات الصعبة في الحياة هي ما تجعلها تستحق العيش و في الحقيقة لا يوجد طرق مختصرة لاي مكان "يستحق" الذهاب اليه، فقيمة التغيير بالجهد الذي تبذله وحتى ان سلكت طريقا مختصرا فاما سيوصلك الى مكان خاطئ او سيفقد وجهتك معناها لان القيمة الحقيقة في الرحلة لا الوجهة التي وصلت اليها.