يصرخ باعلى صوته ان ازعج قيلولته احد في المنزل ... يستثار غضبا اذا لم يفسح له سائق اخر الطريق في الشارع ... يغلي ويثور في عمله ان لم يعجبه شيء ... ثائر غاضب حزين معظم الوقت يكثر تفسير المواقف وتحليل المقاصد وراء الكلمات وماذا كان يقصد فلان وعلان ... مستغرق في تحليل "كارثية المستقبلّ وماذا يمكن ان يحصل ... هذا باختصار السيناريو اليومي لكثير ممن اعرف ممن يستنزفون طاقاتهم في الوقوف عند كل شيء واي شيء وكم هو منهك ان تستنزف كل تلك الطاقة في الكثير من "المبالاة والاكتراث".
الحياة فنون ما زلت احاول ان ان انهل منها الكثير لكني في الفترة الاخيرة ركزت مجهودي لاتقن فن التجاهل لعلي أتعلم الإمساك بزمام نفسي عن التسيب والأستغراق في الهوامش والقصاصات من توافه الأمور أو من أبسط تفاصليها، فالامبالاة مهارة لا يتقنها الا محترف السعادة بامتياز وابداع لا يصل اليه الا كيس فطن اشترى راحة باله بالتغاضي عن الكثير والكثير مما يزعجه فكما قال الشافعي "الكيس العاقل؛ هو الفطن المتغافل" و يستطرد الحسن البصري مقولته "مازال التغافل من فعل الكــرام" فالتجاهل منهج تربوي اصلاحي سيوفر عليك الكثير من الجهد والطاقة المستنزفة في التفكير ويحفظ عليك اعصابك بدل حرقها في كل صغيرة وكبيرة!
صدق من قال في العامية " كبر دماغك" و "طنش" فالحياة فيها الكثير مما يضيق الصدر ويزعج النفس ... ضع عقلك وذهنك في حالة تجاهل تام عن كل ما يزعجه... جرب ... وحاول أن تتمالك نفسك وسوف تتعود على هذه القدرة الرائعة وستدرك االحياه في اغلب الاحيان تجاهل ! تجاهل احداث , تجاهل اشخاص , تجاهل افعال ... لذلك كي تحيا جيّدا , تعوّد على (التجاهل) فليس كُل امر يستحق وقوفك !